أرض التماسيح

منذ قرون كان صانعوا الخرائط يغطون المناطق غير المكتشفة بما تسمح به معرفتهم بخاصة فوق أجزاء من المحيطات فرسموا وحوشاً بحرية أو سفناً شراعية، ووسط ما كان يعرف باسم القارة المظلمة وضعوا أكبر مبرر لديهم لعدم معرفة طبيعة المكان.

آخر المناطق التي رُسمت لها خرائط هي شرق ووسط إفريقيا، حيث المنبع الغامض لنهر النيل الرائع، الجغرافيون وصيادوا الغنائم الذين وصلوا إلى هنا تنقلوا على أجمل مجموعة من كائنات الحياة البرية في العالم، لم تكن الحيوانات عائقاً على استكشافاتهم ولكن كما قال صانعوا الخرائط سهواً ما اتضح لاحقاً أنه كان يوجد تنانين هنا بالفعل.

هذه التنانين هي تماسيح النيل، منذ مئتي مليون سنة كانت التنانين تسيطر على الأرض، وخلال مئة وخمسين مليون سنة التي تلت كانت التماسيح والعضاءات والديناصورات الضخمة هي الأشكال الحية للحيوانات المسيطرة على الأرض.

أما السبب الذي أدى إلى انقراض الديناصورات فلا يعلمه إلا الله تعالى، ولكن كما هو معلوم فإن التماسيح بقيت، مخلوقات ضخمة ناجحة لا تزال موجودة في الأماكن الدافئة حول الأرض، تعد التماسيح كما الزواحف ذوات الدم البارد، دمها ليس بارداً إنه في مثل حرارة أجسامنا، لكنها تعتمد على مصادر دفء خارجية لتنظيمها، وهي تفعل ذلك بالدخول والخروج من الماء والاستلقاء عندما تشتد حرارتها تنتقل إلى الظل أو تفتح أفواهها لتتبرد بالتبخير.

إذا شعرت بالحر أو تعرضت للإزعاج فإنها تنسل عائدة إلى الماء، أذيالها القوية وأقدامها الشبيهة بأقدام البط تجعلها قادرة على السباحة، خياشيم التماسيح وعيونها وآذانها كلها فوق مستوى الماء لتتمكن من مراقبة فريستها مع جزء يسير مكشوف من رؤوسها.

أروع تمساح في إفريقيا يعيش في سلسلة من البرك بمحازاة جزء طوله عشرة أميال من نهر "جروماتي" في متنزه سرينجتي القومي في تنزانيا، إنها مخلوقات وحشية ولها نمط حياة فريد معظم الزواحف تستطيع الاستغناء عن الطعام فترة طويلة، تعتمد هذه على وليمة ضخمة في السنة.

يتدفق جدول "جروماتي" معظم السنة ولكنه يتقلص ليصبح سلسلة من البرد في موسم الجفافا، لكن التماسيح موجودة هنا وبكثرة، مع انخفاض مستوى الماء تصبح الحياة أسهل على المفترسات الأصغر التي تعيش مع التماسيح في النهر، هذا نمس مستنقعات مخلوق انعزالي يتغذى بصورة رئيسة على سرطان البحر والمحار الذي يجده في المياه الضحلة مستعيناً بقائمتيه الرشيقتين والحساستين، هذا يبحث عن بلح البحر الذي يكسره بإلقاءه على الصخور.

إذا لم يتمكن من كسره في المياه الضحلة يحمله إلى حجر سندان، تأكل التماسيح النموس أحياناً لكن كما هي حال معظم المخلوقات الصغيرة القريبة من النهر يجد النمس هناك أوقات يستفيد منها من وجود التمساح.

التمساح الكبير يصيد ويأكل أي شيء تقريباً من الضفدع حتى الجاموس الذي يزن طناً، كما أنه يقتات بالبقايا، نسر سمك يعود ليأكل سمكة "سلور" كان قد اصطادها سابقاً، ولم يتمكن من حملها.


الموضوع منقول من موقع المجد الوثائقية

الموقع:
www.majddoc.com